المرأة والحنین في شعرالابوذیّه
نضیر الخزرجي
للأدب فنونه
وأشكاله، وهی موزعة على النثر والنظم، واذا تعاملنا مع فنون النثر فنجد التشاكل
من حیث المؤدى فی بعضها، ولا یتخلف فن النثر عن هذا الأمر، ومثل هذا التشاكل
نجده بین فنی النثر والنظم وإن كان من الندرة.
ومن صور التجانس من حیث النتائج العامة هو التشاكل القائم بین فن القصة القصیرة
وشعر الأبوذیة، فالقصة القصیرة تختلف عن الروایة والقصة الطویلة مع إنها تضم
أركان القصة كافة إذ تحبك ببضعة أسطر أو بضعة وریقات، وحتى الروایة أو القصة
الطویلة لها أن تتمدد وتتشعب وهی بحاجة إلى الأدیب الذی یصوغ كلماتها ویشبك
حوادثها بحیث تتحول القصة التی نراها فی فیلم سینمائی من ساعتین إلى مسلسل من
ثلاثین أو خمسین أو مائة حلقة أو أكثر أو أقل. وشعر الأبوذیة بالنسبة إلى ألوان
الشعر هو شبیه من حیث المؤدى إلى القصة القصیرة، فالأبوذیة حدث متكامل ینتظم فی
أربعة أشطر له جناس ثلاثی ذات كلمة واحدة مختلف المعانی، لكن المتمیز فی
الأبوذیة أنها حدث تراجیدی فی معظم الأحیان تتفطر كلمات أشطره وجعا، وإذا نظمها
الشاعر على لسان الحال، فانه یضع نفسه مقام المصاب فیستنطق عصارة كبده ویعزف
الأبوذیة لحنا جنائزیاً على أوتار الفؤاد المكلوم.
|
تابع الموضوع
نظرات شما عزیزان: